الضجة الإعلامية الأخيرة، والتحشد الجماهيري، بل وما زامنه من نزلات في فرنسا ما هو إلّا قمة جبل الجليد المموهة لما يعوم تحته من شبكة معقدة من التدافعات الجيوسياسية التي في حقيقتها لا تمت بصلة لما يبدو في ضجيج المشكلة، أو ما يحاول الإعلام والخطاب السياسي تغليفه والترويج له. أول أبعاد المشكلة يعود لما يحدث في انقلاب هيكلية الاتحاد الأوربي المتمثلة بخروج المملكة المتحدة من الجسد الاتحادي، ومن ثم الجنوح التركي المريب في حوض المتوسط وما يمثله من مخاطر محدقة على الهيمنة الفرنسية. أي أن المشكلة التي تبدو أنها مشكلة اجتماعية، إسلامية، تطرفية تلبست، بما تدعى قيم الجمهورية الفرنسية، لا تمت لهذه بصلة. لما تُدعى، أقول وأقصد بها أن العلمانية أصلاً ليست ركناً من أركان الجمهورية، ولا حتى شعار من شعاراتها المنصوص عليها في الفقرة الرابعة من المادة الثانية من الدستور الفرنسي، إنما تعود للمادة الأولى القاضية بأن «الجمهورية واحدة، علمانية، ديمقراطية واجتماعية»، تضمن بالرغم من ذلك المساواة بين الجنسية، العرقية، والدينية، بل وفوق كل هذا تقوم على أساس التآخي. هذا التحليل يحاول فك شفرو النزاع وتسليط الضوء على ابعاده الدفينة الجيوسياسية في سبيل الهيمنة المدفوعة أساساً من قبل السُّعُودية وبتحريك فرنسي للوثبة والهيمنة الأورو – عربية.
التصنيف: رؤى فلسفية
دراسات ووجهات نظر علمية فلسفية من حيز علمي وبناء منطقي
صحوة الغافلين وتدافع الدافِنين
في معرضنا هذا سنتطرق أولا لمسالة التمثيل، فحالياً لا تمثيل للمسلمين فيما يتعلق ببنود بإتفاقية 1992 خارج نطاق الجماعات المُنخرطة ضمن المجلس الإسلامي والمسجلة رسمياً في سجل الجماعات الدينية، فلا لأحزاب ولا قنصليات ولا سفارات أيُّ سلطة بذلك. بالرغم من هذا، لأي مسلم، وبإرادة فردية، تمثيل مصالح وسمعة الإسلام عموماً، فيما يتعلق بالحقوق المُشاعة.
فيما يتعلق بالمقابر الجماعية، أي البلدية، أولاً أن هذه آجلة لمدة عشرة سنوات، يُستقضى بعدها استيفاء الرسوم البلدية، وحتى أجل أقصاه 99 سنة. في حالة انقضاء أيُّ الأجلين، يُستخرج المدفون وتحرق جنازته، لذا يجدر التنويه لذلك.
من جانب آخر، أجاز المُشرِّع نقل جثمان المدفونين من أيِّ مقبرة لأخرى، بعد مرور عامين من الدفن؛ بينما لا يُجيز نقل من توفي شهيد الوباء، إلا إن هذا أمر يمكن مشاطرته أمام القضاء، إذا ما أجازه أهل العلم.
ما يجدر بل ويتوجب هو تشكيل هيكلية قانونية حريصة تعمل على تنظيم الوضع الإسلامي إبان اتفاقية 1992 هذه، إما بطرح مشروع تعديلها، بغية تلافي الأخطاء الموضوعية التي سنتعرض لها، إضافة لإعادة النظر بالهيكلية، وإما بطرح مشروع نظام وطني جديد.
على كل حال من الأحوال، كل ما تقدم يتعلق بحقوق المسلمين أسبان الجنسية، أما المقيمين، فسواء كان تمثيلهم، أم انتمائهم لهو أمر آخر يخرج عن حيز هذا النقاش.
الخوف، الأخ الذي لم تكد أن تتعرف عليه أوربا
الخوف والتهويل الإعلامي كعامل من عوامل السيطرة السياسية والترويض الإجتماعي في أوربا منذ مابعد عصر التنوير والوضعية الفكرية