This post is also available in: English (الإنجليزية) Español (الأسبانية) Français (الفرنسية)
الملخص.
الضجة الإعلامية الأخيرة، والتحشد الجماهيري، بل وما زامنه من نزلات في فرنسا ما هو إلّا قمة جبل الجليد المموهة لما يعوم تحته من شبكة معقدة من التدافعات الجيوسياسية التي في حقيقتها لا تمت بصلة لما يبدو في ضجيج المشكلة، أو ما يحاول الإعلام والخطاب السياسي تغليفه والترويج له. أول أبعاد المشكلة يعود لما يحدث في انقلاب هيكلية الاتحاد الأوربي المتمثلة بخروج المملكة المتحدة من الجسد الاتحادي، ومن ثم الجنوح التركي المريب في حوض المتوسط وما يمثله من مخاطر محدقة على الهيمنة الفرنسية. أي أن المشكلة التي تبدو أنها مشكلة اجتماعية، إسلامية، تطرفية تلبست، بما تدعى قيم الجمهورية الفرنسية، لا تمت لهذه بصلة. لما تُدعى، أقول وأقصد بها أن العلمانية أصلاً ليست ركناً من أركان الجمهورية، ولا حتى شعار من شعاراتها المنصوص عليها في الفقرة الرابعة من المادة الثانية من الدستور الفرنسي، إنما تعود للمادة الأولى القاضية بأن «الجمهورية واحدة، علمانية، ديمقراطية واجتماعية»، تضمن بالرغم من ذلك المساواة بين الجنسية، العرقية، والدينية، بل وفوق كل هذا تقوم على أساس التآخي. هذا التحليل يحاول فك شفرو النزاع وتسليط الضوء على ابعاده الدفينة الجيوسياسية في سبيل الهيمنة المدفوعة أساساً من قبل السُّعُودية وبتحريك فرنسي للوثبة والهيمنة الأورو – عربية.
كامل النص متوفر بالإسبانية، الإنجليزية والفرنسية فقط
أنقر في الأعلى لتحويل اللغة
الخلاصة
على ما يبدو الاصطدام محدق لا محالة، المشكلة تمكن في تسلل حصان طروادة السعودي إلى المنصات والأفكار الأوربية بفضل الدعم الإعلامي والهيمنة السعودية المدفوعة للمنابر الأوربية، حيث تمكن الآن من تحريك النمسا، التي لم يكن لها ناقة ولا جمل في النزاع، لدفعها لتجريم ما سمّي بالإسلام السياسي، أي اللباس التركي. أي بهذا تكون السعودية قد جرّت جَمّ المنبر السياسي الأوربي إلى صفها ضد تركيا. البعض يدعي العلمانية، والآخر يلتبس لباس الدين لولاية الحكم، لكن كلاهما يصطف معاً لمحاربة من يلتبس أصلاً لباس العلمانية. دهاليز مظلمة متتالية كلها في سبيل الهيمنة: الفرنس للهيمنة على أوربا، والسعود على العالم العربي، مصالح كلاهما تتحد للحد من الجنوح التركي، لا أكثر ولا اقل. الأمر الوحيد الجلي للعيان هو أن جمّ المحكات الأورو – عربية لا يعج بغير طبول نزاع جديد يهدف لإجهاض تركيا، والتي تسعى فرنسا لاستغلاله عن طريق التعبيئة الشعبية والتهويل الإعلامي لشد الصف الأوربي خلفها، وبالتالي ضمان وثبتها لريادة أوربا بعد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد.